🏜️ في قلب الصحراء الكبرى،متاهات من السراب، قصة نجاة لا تُنسى.
في عمق الصحراء الكبرى، حيث تمتد الرمال بلا نهاية، وتختلط زرقة السماء بصفرة الأفق، تبدأ حكاية "سليم" التاجر العربي الذي قرر عبور الصحراء على ظهر جمله الوفي "برق" ليصل إلى مدينة فاس، حاملاً بضائع ثمينة من التمر والعطور.
كانت الرحلة طويلة وشاقة، لكن سليم اعتاد على دروب الرمال، يعرف كيف يقرأ اتجاه الريح من حركة الكثبان، وكيف يستدل على الواحات من أثر الطيور. ومع ذلك، لم يكن يعلم أن تلك الرحلة ستتحول إلى تجربة نجاة ستغيّر حياته للأبد.
بداية الضياع
في اليوم الثالث من الرحلة، هبّت عاصفة رملية مفاجئة. تحولت السماء إلى لون نحاسي، واختفى الأفق تمامًا. حاول سليم أن يغطي وجهه بعمامته، لكن الريح كانت أقوى.
صرخ بصوت مرتفع:
"برق! لا تبتعد!"
لكن الجمل اختفى خلف ستار من الغبار. وبعد ساعات من التيه، هدأت الريح، فوجد سليم نفسه وحيدًا وسط صحراء صامتة لا يسمع فيها سوى نبض قلبه.
العطش والمواجهة مع الصبر
مرت ساعات طويلة دون أن يعثر على ماء أو ظل. الشمس كانت تحرق جلده، والعطش بدأ ينهش جسده. فتح قربته ليجدها فارغة، فجلس على الرمال محاولًا أن يستجمع قواه.
تذكر كلمات والده الراحل:
“في الصحراء، من يفقد الصبر يموت قبل العطش.”
رفع عينيه نحو السماء وقال بصوت متهدج:
"يا رب، دلّني على الطريق."
لقاء غير متوقع
وبينما كان يسير مترنحًا، لمح في الأفق شيئًا يتحرك ببطء. اقترب بحذر، فإذا به جمله برق، ما زال حيًا لكنه منهك. ركض نحوه والدموع في عينيه، وعانقه كما يعانق الإنسان صديقه القديم.
جلس بجانبه وأخرج بقايا التمر، فأطعمها للجمل قائلاً:
"سننجو معًا يا صديقي، كما بدأنا الرحلة معًا."
الليلة التي غيرت كل شيء
حلّ الليل، وكانت الصحراء باردة كأنها قلب من حجر. تمدد سليم بجانب جمله، يستمد منه الدفء، وأغمض عينيه وهو يردد أدعية النجاة. في الفجر، رأى طيفًا بعيدًا يتحرك بين الكثبان.
ظنه سرابًا، لكنه لم يستسلم. سار نحوه بخطى متعبة حتى وجد مجموعة من الرعاة الرحّل الذين استقبلوه بالماء واللبن، وأنقذوه هو وجمله من موت محقق.
العودة إلى الحياة
بعد أيام من الراحة في خيم الرعاة، استعاد سليم قوته، وشكرهم قائلاً:
"أنقذتم حياتي بعد أن فقدت الأمل، وسأظل أذكر فضلكم ما حييت."
أعطوه جملًا آخر ليساعده في العودة إلى طريق القوافل، ومنذ ذلك اليوم أصبح سليم يحكي قصته لكل من يلتقيه في الأسواق، يقول لهم:
“ليست الصحراء من تُخيف، بل اليأس الذي يسكن القلوب.”
العبرة من القصة
تُعلّمنا هذه القصة أن الإيمان والصبر يمكن أن يصنعا المعجزات، وأن حتى في أقسى الظروف، هناك دائمًا أمل ينتظر من يتمسك به. فالحياة مثل الصحراء، قاسية لكنها تختبرنا لتكشف من نحن حقًا.
🔗 روابط مفيدة:
سؤال للنقاش؟
هل تعتقد أنك كنت ستتحمل تجربة مثل تجربة سليم في الصحراء الكبرى؟
شاركنا رأيك في التعليقات 👇
🖋️ كتبه فريق مدونة حكايات العرب – قصص خيالية واقعية تلهم وتُمتع