في زمنٍ أصبحت فيه الثقة عملة نادرة، نسمع قصصًا تهزّ الوجدان وتفتح العيون على حقيقة أن ليس كل من نبتسم له يستحق أن نفتح له أبواب حياتنا. هذه قصة امرأة مغربية كانت مثلاً في الطيبة، جميلة، متعلّمة، ناجحة في حياتها، عن صديقة الطفولة التي دمرت حياتها، ولكنها لم تكن تدري أن أقرب الناس إلى قلبها سيكون السبب في دمارها الجسدي والنفسي، لسنوات طويلة من العذاب والمعاناة، قصة حقيقيةعن الغدر.
🌸 بداية الحكاية: الطفولة والصداقة
بدأت الحكاية في أحد أحياء المغرب الهادئة، حيث ترعرعت "آية" و"سعاد" منذ الصغر. كانتا تتشاركان كل شيء: المدرسة، الطعام، الضحك، وحتى الأسرار الصغيرة التي تملأ حياة الطفولة. لم يخطر ببال "آية" يومًا أن هذه الصديقة التي رافقتها منذ أيام الحليب والملح، ستصبح يومًا سبب تعاستها.
مرت السنوات، وكبرت الفتاتان. "آية" تابعت دراستها بتفوق حتى حصلت على وظيفة محترمة في فرنسا، وهناك بنت حياةً مستقرة، تزوجت وأنجبت طفلين جميلين، وكانت لا تنسى فضل والديها، فكانت تزور المغرب كل عطلة لتقضي وقتها مع العائلة والأصدقاء، ومن بينهم طبعًا "سعاد" التي لم تنقطع عنها يومًا.
💔 الثقة المفرطة... بداية النهاية
كانت "آية" تعتبر "سعاد" أختًا لها. كانت تفتح لها بيتها، تشاركها طعامها، وتمنحها مفاتيح منزلها لتسبقها أحيانًا في إعداد الزيارات العائلية. لكن الغيرة كانت تشتعل بصمت داخل قلب "سعاد"، خاصة بعد أن رأت نجاح صديقتها واستقرارها العائلي، بينما كانت حياتها هي مليئة بالتعثرات والفشل.
وذات يوم، جاء شقيق "آية" يخبرها أنه يرغب في الزواج من "سعاد"، ففرحت له ودافعت عنها أمام الأسرة، وأثنت عليها بكلمات صادقة. لكنها لم تكن تعلم أن تلك الكلمة ستكون الشرارة التي أشعلت الحقد في قلب صديقتها القديمة، لأن الزواج لم يتم في النهاية، فحملت "سعاد" في قلبها ضغينة دفينة ظنت أنها لن تخمد إلا بالانتقام.
☠️ السحر والتوكال: طريق الغدر
بعد مرور عام على تلك الحادثة، بدأت "آية" تشعر بتعب غريب في جسدها، خمول شديد، صداع مزمن، وخوف داخلي دون سبب. لم تنفع معها الأدوية ولا الفحوصات. الأطباء كانوا في حيرة من أمرهم، حتى ظن البعض أنها مصابة بمرض نفسي.
في تلك الفترة، كانت "سعاد" تزورها باستمرار، تقدم لها الطعام والشراب بيدها، تواسيها وتبكي معها، وكأنها أحنّ الناس عليها. ولكن في الخفاء، كانت هي السبب وراء كل ما يحدث. فقد استعانت بساحر و"وكّلت" لصديقتها أكلاً مسمومًا روحانيًا، معتقدة أن ذلك سينهي حياتها أو يجعلها تعيش في عذاب دائم.
ومع مرور الأيام، بدأت ملامح "آية" تتغير، شحوب في الوجه، تساقط في الشعر، ضعف عام، ثم بدأت يداها ترتجفان، وجسدها يفقد السيطرة على الحركة. كانت كل ليلة تنام على ألم، وتستيقظ على وجع أشد، بينما صديقتها تواسيها بدموع كاذبة.
🌙 الصدمة الكبرى
ذات مساء، وبينما كان ابنها يتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، وجد بالصدفة صورة والدته منشورة في صفحة غريبة، داخل مقبرة، وبوجه غريب مغطى بالسواد! كانت الصورة من جلسة سحرية تُستخدم لاستحضار الأرواح والسيطرة على الضحايا. أصيب بالذعر، وأخبر والدته التي دخلت في صدمة عنيفة جعلتها تبكي بحرقة.
وفي اليوم الموالي، قررت "آية" مواجهة صديقتها، فزارتها وهي ترتجف، وقالت لها: "سعاد، واش بصّح دّرتي فيا هادشي؟" لكن الأخيرة أنكرت، ودموعها تنهمر، تزعم البراءة وتدّعي الحزن، في حين كانت الأدلة كلها تشير إليها. وبعد فترة قصيرة، أخبرها أحد أقارب الساحر بأن "سعاد" هي من طلبت منه الإيذاء مقابل المال.
🕯️ الألم الطويل والمعاناة اليومية
منذ تلك اللحظة، تغيرت حياة "آية" تمامًا. لم تعد قادرة على المشي إلا بالكاد، تفقد توازنها باستمرار، وجسدها بدأ يضعف يومًا بعد يوم حتى فقدت السيطرة على أطرافها. الأطباء لم يجدوا تفسيرًا علميًا واضحًا، بينما المشايخ أكدوا أن ما أصابها نوع من السحر المأكول، وهو أخطر أنواع السحر وأكثرها تدميرًا للجسد والنفس.
ورغم مرور أكثر من ثلاث سنوات على معاناتها، لم تفقد إيمانها بالله، بل ظلت تردد: "حسبي الله ونعم الوكيل، الله كبير، وما ضاع حق وراه مطالب." كانت كلماتها تبعث الأمل في كل من يسمع قصتها، رغم الدود الذي بدأ يظهر على جسدها بسبب مرضها وضعف مناعتها، حتى أصبحت لا تقدر على الحركة إلا بواسطة كرسي متحرك.
🌹 دروس مؤلمة من تجربة قاسية
قصة "آية" ليست مجرد حكاية عن السحر أو الغدر، بل هي صرخة توعية لكل من يثق ثقة عمياء في الآخرين، دون أن يضع حدودًا للعلاقات. فالثقة جميلة، ولكنها إن لم تُحَدَّ بالحذر، قد تتحول إلى سلاح ضدنا.
علّمتنا هذه القصة أن الطيبة الزائدة ليست دائمًا فضيلة، وأن الحسد والغيرة قد يدفعان بعض الناس إلى ارتكاب ما لا يخطر على بال. لذلك، يجب أن نحصّن أنفسنا بالأذكار، ونختار أصدقاءنا بعناية، وأن نلجأ إلى الله قبل أي بشر حين تضيق بنا الدنيا.
🔗 روابط ومصادر موثوقة
- كيف نحمي أنفسنا من السحر والحسد؟ – موقع إسلام ويب
- علامات السحر المأكول وطرق علاجه الشرعية – شبكة الألوكة
- قصص واقعية مؤثرة على موقعنا
🕊️ الخاتمة: بين الغدر والإيمان
اليوم، ما تزال "آية" تعيش في فرنسا، لكنها فقدت الكثير من قوتها الجسدية. رغم ذلك، لم تفقد قوتها الروحية. تقول لكل من يزورها: "يمكن لصديقة أن تخون، ويمكن للجسد أن ينهار، لكن الإيمان بالله لا ينهار أبداً." كلماتها أصبحت درساً في الصبر والإيمان لكل من يسمع قصتها.
🔸 فهل تعتقد أن الغدر يمكن أن يأتي ممن نحب؟ شاركنا رأيك في التعليقات، وكن سببًا في توعية غيرك 🙏