"هداية والغابة المضيئة" – حكاية ممتعة قبل النوم
في إحدى القرى الصغيرة، عاشت طفلة تُدعى هداية. كانت هداية محبّة للاستكشاف واللعب، وعُرفت بفضولها الكبير. كانت تسأل والدتها دائمًا:
– "ماذا يوجد وراء التلال؟ ولماذا تبدو الغابة بعيدة وكأنها تناديني؟"
كانت أمها تبتسم وتجيبها بحنان:
– "الغابة مكان جميل يا هداية، لكنها تحمل أسرارًا لا يعرفها سوى من يملك قلبًا نقيًا."
ومنذ ذلك اليوم، بدأت هداية تحلم بالغابة وتشتاق لرؤيتها.
بداية المغامرة
في صباح مشرق، استيقظت هداية مبكرًا، حملت حقيبتها الصغيرة، وضعت فيها بعض الخبز والماء، وانطلقت نحو الغابة. كانت العصافير تغرّد، وأشعة الشمس تتسلل من بين الأشجار. كلما خطت خطوة إلى الداخل، شعرت بشيء من السحر يملأ المكان.
وفجأة، رأت أزهارًا تتوهج بألوان لم ترها من قبل. كانت الأزهار تتفتح وتغلق وكأنها ترقص على أنغام موسيقى خفية. همست هداية لنفسها:
– "يا لها من غابة عجيبة! هل يعقل أن تكون هذه هي الغابة المضيئة التي سمعت عنها في الحكايات؟"
لقاء الصديق الجديد
بينما كانت تتأمل الأزهار، ظهر أمامها أرنب أبيض صغير، لكن عينيه كانتا تشعان كحبات النجوم. قال لها بصوت لطيف:
– "مرحبًا يا هداية، أنا لولو، حارس الغابة المضيئة. لم يسبق أن دخلها إنسان من قبل."
تقدمت هداية بخطوات مترددة وقالت:
– "مرحبًا يا لولو، لم أقصد إزعاجك، لقد جئت فقط لأرى جمال الغابة."
ابتسم الأرنب وقال:
– "الغابة ترحب بمن يأتي بقلب طيب، وأنا أشعر أنك مختلفة. هل ترغبين أن أريك أسرارها؟"
هزّت هداية رأسها بحماس:
– "بالطبع! أحب أن أتعلم المزيد."
سر الغابة المضيئة
قاد لولو هداية بين الأشجار حتى وصلا إلى بحيرة صغيرة تتلألأ مياهها كالمرايا. وفوق سطحها، كانت تطفو أضواء صغيرة تشبه اليراعات، لكنها كانت أكثر إشراقًا.
قال الأرنب:
– "هذه ليست أضواء عادية، إنها أرواح الأمل التي تحفظ الغابة. كل روح تضيء مكانًا مظلمًا في قلوب من يزورنا."
دهشت هداية وقالت:
– "يا لها من روعة! هل يمكنني أن أقترب منها؟"
أومأ لولو موافقًا:
– "لكن عليك أن تتذكري: النور لا يظهر إلا لمن يشارك الآخرين الحب والصدق."
مدّت هداية يدها، فإذا بأحد الأضواء الصغيرة يقترب منها ويجلس على كفها. شعرت بدفء غريب يسري في جسدها، وكأنها اكتسبت قوة جديدة من التفاؤل.
التحدي الكبير
بينما كانت هداية تستمتع بجمال المكان، هبّت ريح قوية فجأة، وظهر غراب أسود ضخم. صرخ بصوت مخيف:
– "أيها الأرنب الصغير! حان الوقت لأطفئ هذه الأنوار، فالظلام هو سيدي وأنا أحب أن تسود العتمة!"
ارتعبت هداية للحظة، لكن لولو وقف أمام الغراب بشجاعة:
– "لن ندعك تُطفئ النور، فالغابة لا تعيش إلا بالأمل."
ضحك الغراب باستهزاء:
– "ومن سيمنعني؟ أنت أم هذه الطفلة الصغيرة؟"
أحسّت هداية بالخوف، لكنها تذكرت كلام الأرنب: النور لا يظهر إلا لمن يشارك الآخرين الحب والصدق.
فأغمضت عينيها وقالت بصوت عالٍ:
– "لن أدعك تنشر الظلام! الغابة جميلة لأنها مليئة بالحب، وسأحافظ على نورها!"
فجأة، خرج الضوء الذي كانت تحمله في يدها، وانتشر في كل أرجاء الغابة. ارتجف الغراب ثم اختفى وسط دخان أسود، تاركًا الغابة أكثر إشراقًا من أي وقت مضى.
نهاية سعيدة
اقترب الأرنب من هداية وقال:
– "لقد أثبتِ أن قلبك نقي. بفضل شجاعتك، ستبقى الغابة المضيئة آمنة."
ابتسمت هداية بسعادة:
– "أنا لم أفعل شيئًا سوى أنني آمنت بالنور."
ومنذ ذلك اليوم، أصبحت هداية صديقة الغابة، تزورها كلما أرادت أن تشعر بالسلام والأمل. وكانت تحكي لأصدقائها حكاياتها معهم، لتذكّرهم دائمًا أن النور أقوى من أي ظلام.
الدروس المستفادة من القصة
هذه القصة من قصص الأطفال تحمل رسائل مهمة يمكن للطفل أن يتعلم منها:
-
الشجاعة تأتي من القلب النقي.
-
الأمل والحب قادران على هزيمة الخوف والظلام.
-
الفضول وحب الاستكشاف يساعدان الأطفال على التعلم والنمو.
الخاتمة
كانت هذه حكاية "هداية والغابة المضيئة"، من أجمل حكايات قبل النوم للأطفال التي تمزج بين الخيال والمتعة والقيمة التربوية. قصة تناسب المدونات التعليمية والترفيهية، وتُشجع على زرع روح التفاؤل في قلوب الصغار.
* إضغط هنا👇👇*