البداية من بني ملال...
من ذكريات أحد ضباط الشرطة بمدينة بني ملال، تبرز هذه القصة المؤلمة التي تكشف الوجه المظلم للانتقام حين يتحول إلى جريمة لا إنسانية. في صباح يوم صيفي هادئ، وردت إلى الشرطة القضائية برقية عاجلة تطلب الانتقال فورًا إلى مدينة تادلة للتحقيق في جريمة قتل غامضة.
تحرك فريق العمل المكون من عميد شرطة ورجلين من عناصر المصلحة، مزودين بكل المعدات اللازمة. وبعد الوصول، أنشأ العميد خلية عمل داخل مفوضية تادلة لتنسيق البحث والاستعانة بالعناصر المحلية.
مشهد مأساوي في المستشفى
عند الساعة العاشرة والنصف صباحًا، وصل الفريق إلى المستشفى المحلي، حيث عُرضت عليهم جثة طفل صغير لا يتجاوز عمره خمس سنوات. كانت الجثة تحمل آثار عنف وتعذيب مروّع — ندوب وكيّ بأعقاب السجائر — مشهد أبكى حتى رجال الأمن أنفسهم.
انطلقت الأبحاث بسرعة، وتبين أن تلك المرأة تمتهن التسول وتقيم بحي شعبي على أطراف المدينة. وبعد تحريات قصيرة وبمساعدة السكان، تم تحديد منزلها بدقة.
مداهمة المنزل واكتشاف المفاجأة
طرق العميد الباب مرارًا دون رد، فتم الحصول على إذن قضائي واقتحام المنزل بمساعدة الوقاية المدنية. كانت المفاجأة صادمة: داخل الغرفة، وُجدت المرأة رفقة رجل في سبات عميق وسط قنينات خمر وأعقاب سجائر متناثرة.
بعد إيقاظهما، تم فصل كل منهما عن الآخر. اتضح أن الرجل من أصحاب السوابق، واعترف بصوت مرتجف قائلاً:
اعترافات صادمة
اعترفت المرأة بعد انهيارها أن الطفل لم يكن ابنها، بل كانت تنتقم من والده. روت القصة كاملة قائلة إنها كانت على علاقة غرامية برجل من مدينة تمارة لسنوات، وعدها بالزواج ثم تخلّى عنها وتزوج غيرها.
حين أنجبت زوجته طفلها الأول، قررت المرأة الانتقام، فخطفته من بيته حين بلغ الرابعة من عمره، وهربت به إلى تادلة، حيث استأجرت مسكنًا صغيرًا. كانت تستعمل الطفل في التسول، وتنهال عليه ضربًا كلما تذكرت خيانة والده لها.
تطورات القضية والعدالة
بعد مراجعة السجلات، تبين أن اسم الطفل ضمن قائمة الأطفال المبحوث عنهم لفائدة العائلة. تم إشعار النيابة العامة والمديرية العامة للأمن الوطني، كما أُرسلت برقية إلى شرطة تمارة لاستدعاء والد الطفل.
في اليوم التالي، حضر الأب المكلوم رفقة أخيه، وبمجرد أن رأى جثة ابنه انهار باكيًا. وأكد في محضر رسمي رغبته في متابعة الجناة إلى أقصى درجات العدالة.
بعد إعادة تمثيل الجريمة واستكمال البحث التمهيدي، أُحيلا المتهمان على النيابة العامة لتقول العدالة كلمتها.
📚 اقرأ أيضًا: الفتاة التي أسكتت النار – قصة واقعية عن العنف الأسري
سؤال للقراء:
هل تعتقد أن الانتقام يمكن أن يُبرر مهما بلغ الألم؟ شاركنا رأيك في التعليقات 👇
للمزيد حول جهود الأمن المغربي في مكافحة الجريمة، يمكنك زيارة SNRT News أو الاطلاع على بلاغات وكالة المغرب العربي للأنباء. للمزيد حول جهود الأمن المغربي في مكافحة الجريمة، يمكنك زيارة SNRT News أو الاطلاع على بلاغات وكالة المغرب العربي للأنباء.