الرجل الذي تحدّى الموت ست مرات وبقي حيًّا،اسماعيل عزيزي

كريم للتدوين
المؤلف كريم للتدوين
تاريخ النشر
آخر تحديث

 

رجل أفريقي ينجو من النار، يعكس قصة إسماعيل عزيزي الذي أُعلن عن وفاته ست مرات وعاد للحياة.

إسماعيل عزيزي: الرجل الذي تحدّى الموت ست مرات وبقي حيًّا

مقدمة

في قلب القارة الإفريقية، حيث تمتزج الأساطير الشعبية بالواقع اليومي، برز اسم رجل غريب الأطوار من تنزانيا ليصبح مادة دسمة للحديث والجدل. إنّه إسماعيل عزيزي، الرجل الذي قيل إنّه مات ست مرات، لكنه عاد إلى الحياة في كل مرة بشكل يثير الحيرة والخوف والذهول معًا.
هذه القصة ليست مجرد حكاية للتسلية، بل نافذة على عالم غامض بين الموت والحياة، وعلى التفسيرات العلمية والدينية والاجتماعية التي حاولت فهم ما حدث.


البدايات: رجل عادي في قرية هادئة

كان إسماعيل يعيش حياة بسيطة في إحدى القرى التانزانية. يعمل في الحقول، يتبادل الأحاديث مع جيرانه، ويحاول كأي رجل عادي أن يوفّر قوت يومه. لم يكن يعلم أن اسمه سيتحوّل مع مرور الأيام إلى رمز للغموض و"الرجل الذي لا يموت".


الحادثة الأولى: المشرحة التي عادت منها الحياة

في أحد الأيام، تعرّض إسماعيل لإصابة قاتلة أثناء عمله. الأطباء أعلنوا وفاته رسميًا، ونُقل جسده إلى المشرحة.
لكن ما لم يتوقّعه أحد، أنّه نهض فجأة أمام أعين الأطباء والممرضين، وخرج من الغرفة وكأن شيئًا لم يكن. كانت تلك اللحظة البداية الفعلية لأسطورة ستتكرر مرات عديدة.


المرة الثانية: جنازة تحولت إلى صرخة دهشة

لم تمضِ سنوات طويلة حتى أصيب إسماعيل بمرض الملاريا. تدهورت حالته بسرعة، وأعلن الأطباء وفاته. العائلة بدأت ترتيبات الدفن، ووُضع في التابوت استعدادًا ليوارى التراب.
غير أن عينيه انفتحتا فجأة قبل لحظة الدفن، ليقف وسط ذهول الحاضرين. تحوّلت الجنازة إلى صرخات خوف ورعب، وبدأت القرية تتحدث عن سرّ الرجل "الممسوس بالحياة".


المرة الثالثة: حادث السيارة الذي لم ينتهِ بالموت

حادث سيارة مروّع كان كافيًا لينهي حياة أي إنسان. دخل إسماعيل في غيبوبة طويلة، وصدر تقرير رسمي بوفاته. لكن بعد أيام قليلة، استيقظ من سباته العميق، وكأن الموت تردّد في أخذه.


المرة الرابعة: عضة الثعبان والعودة من المشرحة

لم يسلم إسماعيل من الأخطار الطبيعية. هذه المرة لدغه ثعبان سام. توقف قلبه، وأعلن الأطباء وفاته. جثمانه وُضع في المشرحة لثلاثة أيام كاملة، حتى أن عائلته جاءت لاستلامه للدفن. لكن حين فُتح باب الثلاجة، تحرّك جسده وقام من جديد، تاركًا الحاضرين في حالة صدمة عارمة.


المرة الخامسة: حفرة المرحاض التي لم تبتلعه

في حادثة غريبة، سقط إسماعيل داخل حفرة مرحاض عميقة. الاختناق كان كافيًا لإزهاق روحه، وأُعلن عن وفاته. ومع ذلك، عاد من جديد ليحيا، وكأن صفحة حياته لا تريد أن تُطوى.


المرة السادسة: الحريق المروّع

الواقعة الأخيرة كانت الأكثر رعبًا. الجيران الذين امتلأت قلوبهم بالريبة والخوف، قرروا وضع حد لهذه الحكاية الغامضة. أشعلوا النار في منزله وهو بداخله. احترق البيت بالكامل، لكنهم صُعقوا حين خرج من بين ألسنة اللهب حيًّا، متفحّم الثياب، لكنه متمسك بالحياة.


آثار القصة على حياته اليومية

لم تعد حياة إسماعيل طبيعية بعد هذه الأحداث.

  • النبذ الاجتماعي: جيرانه ابتعدوا عنه وكأنه شبح.

  • الوحدة والعزلة: يعيش وحيدًا، يزرع قطعة أرض صغيرة ويطبخ طعامه بنفسه.

  • الخوف والرهبة: حتى أقرب الناس إليه صاروا يتجنبونه.


شهادته بنفسه: رسالة إنسانية

رغم كل ما مرّ به، لم يفقد إسماعيل إنسانيته. قال في أحد لقاءاته:
"ضعوا الله أولًا، وعيشوا بسلام، ولا تؤذوا من حولكم. هناك أمور تتجاوز قدرة البشر، ولا يملك زمامها إلا الله."


تفسيرات علمية محتملة

بعض الخبراء حاولوا تقديم تفسيرات منطقية لهذه الحوادث:

1. التشخيص الخاطئ

في القرى والمناطق الفقيرة، قد يحدث أن يخطئ الأطباء في تشخيص حالة الوفاة، خصوصًا إذا كان النبض ضعيفًا جدًا أو التنفس شبه متوقف.

2. الغيبوبة العميقة

أمراض مثل الملاريا أو الحوادث قد تضع المريض في غيبوبة طويلة تجعل الأطباء يعتقدون أنه ميت.

3. السموم ولدغات الثعابين

بعض السموم قد تُدخل الجسم في حالة "شلل تام" تشبه الموت، قبل أن يتعافى منها ببطء.


التفسيرات الدينية والروحية

البعض يرى أن قصة إسماعيل تذكير بأن الموت والحياة بيد الله وحده. فمهما بلغ الطب والعلم، هناك أسرار لا يملكها إلا الخالق.


الجدل الإعلامي والشعبي

انتشرت قصته عالميًا عبر الصحف والمواقع الإخبارية. البعض تعامل معها كحكاية غريبة مثيرة، والبعض الآخر شكك في مصداقيتها واعتبرها أسطورة محلية تضخمت مع الزمن.


دروس وعِبر من القصة

  • الهروب من الموت مستحيل إلا أن يأتي أوانه.

  • قيمة الحياة لا تُقدّر إلا حين يقترب الإنسان من حافة الفناء.

  • المجتمع والخوف: أحيانًا، المجتمع ينبذ المختلف بدلًا من احتضانه.

  • الرحمة والإنسانية: رغم كل ما حدث له، ظل إسماعيل يحمل رسالة سلام.


خاتمة

قصة إسماعيل عزيزي، سواء صدقها الناس أو شكّكوا فيها، تبقى واحدة من أغرب القصص التي تتناقلها المجتمعات. بين العلم والإيمان والأسطورة، يقف هذا الرجل شاهدًا على أن الحياة ليست دائمًا كما نراها.
إنها قصة عن الرجاء، الغموض، والخوف من المجهول، وعن إنسان عاش "الموت" ست مرات لكنه ظل على قيد الحياة ليحمل رسالة أبسط مما نتصور: عش بسلام، ولا تؤذِ غيرك.

🎥 التوثيق المرئي


تم توثيق قصة إسماعيل عزيزي في وثائقي من قناة Afrimax، بعنوان "استفاقت في جنازتي ست مرات". يمكنك مشاهدة الفيديو أدناه لمزيد من التفاصيل:


إقرأ أيضا هنا تفاصيل أخر

تعليقات

عدد التعليقات : 1