في أحد أحياء العاصمة المزدحمة، حيث تضيع الأرواح بين الزحام وضوضاء الحياة، كانت هناك امرأة تُدعى "سُمية" تبلغ من العمر 35 سنة، كانت تعيش مع ابنها الوحيد "آدم"، طفل في العاشرة من عمره، في غرفة صغيرة على سطح عمارة قديمة.
لم تكن الحياة سهلة عليهما. الأب كان قد اختفى منذ سنوات بعد أن تركهما يغرقان في دوامة الفقر والدين. سمية كانت تعمل عاملة نظافة في إحدى المدارس الحكومية، ومع ذلك، لم يكن دخلها يكفي لسد رمق يوم واحد.
بداية الانهيار
مرت الأيام، وازدادت الضغوط. تعرضت "سمية" لحادث أثناء تنظيف أحد الأدراج، تسبب في كسر بساقها اليسرى، مما جعلها عاجزة عن العمل لأكثر من شهر. وخلال هذه الفترة، بدأت الديون تتراكم، واضطرت للخروج من السطح بعد أن عجزت عن دفع الإيجار.
وفي ليلة ممطرة باردة، جلست "سمية" على الرصيف مع طفلها "آدم"، لا مأوى ولا طعام ولا حتى بطانية تقيهم البرد. كانت تلك اللحظة مفصلية في حياتهما. لكن الصغير آدم لم يكن كأي طفل...
آدم... الطفل الذي قرر أن يقاتل الحياة
قرر "آدم" أن يذهب كل صباح إلى إشارات المرور ليبيع المناديل أو يمسح زجاج السيارات. لم يكن الأمر سهلًا، لكنه كان يعلم أن أمه مريضة وتحتاج دواء، وطعام، وسقف يحميها.
كان يجمع يوميًا ما يعادل 20 إلى 30 درهمًا. يعود بها لأمه ليشتري لها الخبز والحليب. بدأ بعض المارة يلاحظون ذلك الطفل الذي يعمل بكل صدق واحترام دون أن يمد يده للناس.
وفي يوم من الأيام، اقترب منه رجل خمسيني بسيارته الفاخرة، وقال له: "لماذا تعمل هنا وأنت صغير؟ أين أهلك؟"
رد آدم بثقة وهدوء: "أمي هناك... تنتظرني... وأنا أعمل كي لا ننام جائعين."
لحظة التحول
تأثر الرجل كثيرًا بكلامه، وأخذ عنوان الأم. في اليوم التالي، عاد بنفسه وجلب طبيبًا لفحصها، ثم دفع إيجار غرفة لمدة عام، وساعدها على الحصول على وظيفة في مغسلة صغيرة. أما آدم، فقد تكفل بتعليمه في مدرسة خاصة.
وبعد سنوات، أصبح آدم شابًا ناجحًا في مجال البرمجة، وكتب كتابًا بعنوان "من الرصيف إلى الأمل"، ليروي فيه قصته مع والدته.
خاتمة ملهمة
هذه القصة لم تُكتب للترفيه فقط، بل لتُذكّرنا أن الأمل لا يموت، وأن الصغار قد يكونون أبطالاً بقلوبهم الصادقة. فالفقر ليس عيبًا، بل العيب هو أن نستسلم له.
ماذا تعلمنا من القصة؟
- أن الحب الحقيقي لا يعرف الفقر أو المرض.
- أن الطفل قد يحمل مسؤولية تفوق عمره إذا كان قلبه نابضًا بالإيمان.
- أن إنسانًا واحدًا قد يغير حياة كاملة بكلمة، أو فعل صغير.
📢 شارك القصة على مواقع التواصل:
© 2025 - مدونةحكايات قصص مكتوبة | جميع الحقوق محفوظة