المشهد الأول
يمتد خلفه تلة مرتفعة، يقف الفارس المجهول بزيه الفضي اللامع، يحدق إلى مدينة قديمة محاطة بأسوار حجرية شاهقة. أمامه غابة كثيفة، تتشابك أغصان أشجارها العملاقة، ويغطي الضباب الكثيف الأفق، حتى تكاد معالم المدينة تختفي خلفه.
أبراج مدببة تلمع بخفوت، ورايات ممزقة تتدلى من جدران مهترئة، تحمل رموزًا قديمة غامضة. قلب الفارس ينبض بالإصرار، يدرك أن مصير المملكة متعلق بما سيكتشفه خلف تلك الأسوار، متاهة من الطرقات الملتوية والأسرار المخبأة منذ قرون.
بيده سيف موروث يتوهج بضوء أزرق خافت. يتقدم نحو بوابة المدينة العملاقة، التي لم يجرؤ على عبورها سوى المغامرين الشجعان.
المشهد الثاني
صوت صرير عالٍ يملأ الأجواء، إذ تنفتح البوابة ببطء. يخطو الفارس داخل المدينة، حيث الشوارع خالية إلا من ظلال الماضي.
بين الأزقة المظلمة، يظهر طائر ضخم، يصرخ صرخة تشق السماء، تتردد أصداؤها بين الجدران. فجأة، ظل أسود ينقض على الفارس بسرعة البرق، عيون تتوهج كجمرة مشتعلة، كائن بقرون ملتوية يهاجم بعنف.
لم يتراجع الفارس، سيفه اللامع أطلق شرارة زرقاء، ارتطمت بجسد الكائن، الذي تهاوى للحظة قبل أن ينهض أقوى وأسرع. أدرك الفارس أن المدينة ليست حجارة ميتة، بل كائن نابض بالظلال الحية.
من بعيد، لمح برجًا شامخًا يتوهج بضوء أرجواني، حيث يُقال إن حجر الظلال، مفتاح الأسرار، يقبع في أعماقه.
المواجهة الكبرى
في قلب المدينة، أمام البرج العظيم، يقف الفارس. من الأرض تتصاعد الظلال، وتجسد أمامه في هيئة فارس أسود مدرع.
"أخيرًا جئت يا وريث الشجاعة... لقد انتظرتك لقرون!" قال الفارس الأسود، صوته يملأ المكان برنين قاتم.
اندلعت معركة حامية بين سيفين متوهجين، نار وزُرقة تتصادم مع كل ضربة. تردد صدى المعركة بين جدران المدينة المتهالكة. كان الفارس المجهول يقاتل بكل قوته، قلبه ينبض بإصرار.
لكن في لحظة خاطفة، انقض الفارس الأسود بوحشية، أزاح سيف خصمه. تجمد الفارس للحظة، متذكرًا وصية مرشده: "النور الحقيقي ينبع من القلب... وليس من السلاح."
رفع يده، وأطلق طاقة نور مشرقة اخترقت الظلال، حطمت قيود المدينة.
المشهد الأخير
الظلال تتبدد، والفارس الأسود يصرخ: "مستحيل...!"
استعاد الفارس حجر الظلال، قطعة صغيرة تشع بنور أزرق. تنهار جدران البرج، وتتحرر المدينة من لعنتها.
لأول مرة منذ قرون، تنبثق الشمس في سماء المدينة، تعود الحياة إلى شوارعها.
رحل الفارس تاركًا خلفه أسطورة تتردد في الأجيال القادمة.
النهاية
تمر الأيام، وتحكي الناس عن "الفارس الحامي"، الذي ضحى بحياته لينقذ مدينة الظلال.
وفي أعلى برج قديم، يبقى حجر صغير ينبض بنور أزرق، قلب المدينة النابض بالحياة.🌄
رأيك يهمنا فيما نقدمه 👍