خلاف الجيران"... القصة الكاملة لشجارٍ دموي هزّ حيًا هادئًا بطنجة

كريم للتدوين
المؤلف كريم للتدوين
تاريخ النشر
آخر تحديث
خلاف الجيران"... القصة الكاملة لشجارٍ دموي هزّ حيًا هادئًا بطنجة

شجار عائلي في طنجة، جريمة قتل في حي خندق الورد، قصة حقيقية من المغرب، نزاعات الجيران، خلافات قاتلة، طنجة جرائم، جريمة حي شعبي، ضحية اضطرابات نفسية


🔷 مقدمة: حي هادئ... حتى جاء يوم الأحد

كان حي خندق الورد في مدينة طنجة معروفًا بهدوئه النسبي، وبأنه من تلك الأحياء التي يعرف فيها الجميع بعضهم البعض. أبواب البيوت تبقى مفتوحة في النهار، والأطفال يلعبون بحرية في الأزقة، والنساء يتبادلن الحديث من الشرفات.

لكن مساء أحد أيام الأحد من عام 2025، تغيّر كل شيء.
حدثٌ دموي جعل سكان الحي لا ينامون تلك الليلة، وترك أثرًا عميقًا في النفوس.


🔥 البداية: خلاف بسيط بين أبناء الجيران

في زقاق ضيق قرب محل بقالة، اندلع جدال صغير بين شابين من أبناء الجيران. أحدهما يُعرف بالهدوء والعزلة، وكان يعاني من اضطرابات نفسية منذ سنوات. الآخر، شاب في بداية العشرينات، معروف بروحه الاستفزازية وكثرة مشاكله.

بدأ الخلاف بالكلمات، ثم الشتائم، قبل أن يتحول إلى ما يشبه معركة بينهما.
لكن الغريب أن أهالي الطرفين لم يسعوا للفصل بينهما، بل انجرّوا للوقوف مع أبنائهم، فتوسّع النقاش… وتحول في دقائق إلى شجار جماعي بين العائلتين.


⚠️ التصعيد: "سكّين زجاجي... وضربة قاتلة"

حسب شهود عيان من سكان الحي، فإن الشجار تدرّج من دفع بالأيدي إلى رمي بالحجارة، ثم خرج أحد أفراد العائلة الغاضبة من منزله وهو يحمل قطعة زجاج مكسورة من نافذة.

توجه مباشرة نحو الشاب الذي يعاني من اضطرابات، وطعنه بها في رقبته.
الطعنة كانت مباشرة وسريعة… ولم تكن هناك فرصة للنجاة.

في لحظات، سقط الشاب أرضًا، وبدأ ينزف بغزارة.
صرخات الأم مزقت صمت الحي، والناس التفّوا حوله، لكن الدم كان أسرع من يد الإنقاذ.


🧍‍♂️ من هو الضحية؟

الضحية يُدعى "ي.م"، شاب في الخامسة والعشرين من عمره.
كان يعاني من مشاكل نفسية منذ سن المراهقة، ومعروف في الحي بانعزاله وهدوئه.
لم يكن يؤذي أحدًا، لكنه كان يدخل أحيانًا في نوبات توتر حين يُستفز.

رغم حالته، كان محبوبًا عند الجيران، وكان والده رجلًا مسالمًا.

"لم نر منه أي شرّ… فقط أراد العيش في سلام"، تقول جارة للعائلة.


🚨 التدخل الأمني: لحظات ما بعد الجريمة🚔

فور وقوع الجريمة، اتصل الجيران بمصالح الأمن والوقاية المدنية.

حضرت عناصر الشرطة القضائية التابعة لمنطقة بني مكادة بسرعة، وطوّقت المكان، ثم قامت بمعاينة جثمان الضحية، وجمعت إفادات الشهود.

وفي الوقت نفسه، توصلت المصالح الأمنية بمعلومة مهمة:
القاتل والمشتبه فيهم فرّوا نحو مستشفى محمد الخامس لتلقي العلاج من بعض الإصابات الطفيفة التي لحقت بهم أثناء الشجار.

فورًا، توجهت فرقة من الشرطة إلى المستشفى، وتمكّنت من توقيف جميع المتورطين دون مقاومة.

شاهد نص المقالة على الفيديو:


👮‍♂️ التحقيقات الأولية

بأمر من النيابة العامة، تم وضع المشتبه فيهم تحت تدابير الحراسة النظرية.
وقد باشرت الشرطة القضائية التحقيقات، حيث تم استدعاء شهود من الحي، وجمع تسجيلات من كاميرات بعض المحلات القريبة.

المشتبه فيهم واجهوا تهمًا مبدئية تتعلق بـ:

  • القتل العمد

  • الضرب والجرح المؤدي للموت

  • المشاركة في شجار مفضٍ إلى الوفاة

ومن المرتقب أن يُعرضوا على أنظار الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بعد انتهاء البحث التمهيدي.


🧠 خلفيات إنسانية للقضية

ما زاد من وقع الصدمة على سكان الحي، هو أن الضحية لم يكن طرفًا عنيفًا في المشكل.
بل تقول بعض الشهادات إنه كان يحاول الانسحاب من المشادة، لكنه لاحقه أحدهم وضربه من الخلف.

القصة جعلت سكان الحي يتساءلون:

كيف يمكن لخلاف بسيط أن ينتهي بجريمة قتل؟
أين ذهب ضبط النفس؟
أين ذهبت الجيرة الطيبة؟


🔚 نهاية حزينة... وبداية يقظة؟😔

في جنازة الضحية، اجتمع العشرات من سكان الحي، معظمهم في حالة ذهول.
انكسر شيء ما في العلاقات داخل الحي، ولم يعد هناك ذلك الإحساس بالأمان الذي كان موجودًا من قبل.

لكن في المقابل، بدأت دعوات من المجتمع المدني لتنظيم جلسات صلح وحوار وأساليب لاحتواء المشاكل قبل أن تتطور.

ربما تكون هذه المأساة بداية لإعادة التفكير في كيف نربي أبناءنا، وكيف نتعامل مع الاختلاف.


📌 الخاتمة

"خلاف الجيران" قصة واقعية من مدينة مغربية، لكنها قد تحدث في أي مكان.

نحن لا نعرف متى قد يتحول الشجار إلى مأساة،

لكننا نعرف جيدًا أن العنف لا يولّد إلا الألم والخسارة.

تعليقات

عدد التعليقات : 2
  • Alkiram23 يونيو 2025 في 7:25 م

    نسال الله السلامة

    إضافة ردحذف التعليق

    » ردود هذا التعليق

    • Alkiram24 يونيو 2025 في 8:02 م

      للمرة الثانية اعيوقرائة والاستماع لها جيدة بصدق

      إضافة ردحذف التعليق

      » ردود هذا التعليق