الإمام مالمك بن أنس

كريم للتدوين
المؤلف كريم للتدوين
تاريخ النشر
آخر تحديث

الامام مالك بن أنس

قصة الإمام مالك بن أنس – إمام دار الهجرة

في المدينة المنوّرة، وفي عام 93 هـ، وُلد مالك بن أنس في أسرة عُرفت بالعلم والورع. نشأ مالك في بيت يقدّر العلم، حيث كانت والدته أول من شجّعه على طلبه، فكانت تُلبسه أجمل الثياب وتقول له:
"اذهب إلى ربيعة، فخذ من أدبه قبل علمه."

وكان ربيعة بن عبد الرحمن واحدًا من كبار العلماء في المدينة، فتتلمذ الإمام مالك على يديه، ثم لم يلبث أن تنقّل بين حلقات العلماء حتى بلغ عدد شيوخه أكثر من 900 شيخ، من بينهم الزهري، ونافع مولى ابن عمر.

كان الإمام مالك شديد الهيبة للعلم، لا يجلس ليلقي الحديث إلا بعد أن يغتسل ويتعطر، ويلبس أنظف ثيابه، ثم يجلس بهدوء وهيبة، حتى قال عنه تلاميذه:
"كأنما يُحدّث عن الملوك!"

اشتهر الإمام مالك بـكتابه العظيم "الموطأ"، وهو أول كتاب جُمِع فيه الحديث والفقه في ترتيب واضح. استغرق في تأليفه أربعين سنة، وكان يقول:
"عرضته على سبعين فقيهًا من أهل المدينة، فكلهم وافقوني عليه، فسمّيته الموطأ."

ولُقّب بـ**"إمام دار الهجرة"** لأنه كان يُفتي ويُدرّس في مسجد النبي ، وكانت فتواه معروفة في أرجاء العالم الإسلامي.

وكان قوي الشخصية، لا يخاف في الله لومة لائم. حتى حين استُدعِي إلى الخليفة العباسي، تمسّك برأيه ولم يُغيّره لأجل السلطة.

توفي الإمام مالك عام 179 هـ، ودُفن في البقيع. وترك إرثًا فقهيًا عظيمًا، أصبح أحد المذاهب الأربعة التي يعتمدها المسلمون حتى اليوم.


العبرة من القصة:

  • طلب العلم يحتاج إلى احترام وتهيئة النفس.

  • الصبر والثبات على المبادئ يجعلان من الإنسان قدوة.

  • إخلاص النية لله، هو ما يجعل العلم مباركًا ومؤثرًا.

تعليقات

عدد التعليقات : 0